وضِع الإستحقاق الرئاسي، منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، على الرفّ، ولم يعد أي من الاحزاب والقوى السياسية الداخلية لديه قناعة او أمل بالوصول الى تسوية سياسية ورئاسية توصل هذا المرشح او ذاك إلى قصر بعبدا، علماً ان المبادرات التي تهتم بالشأن اللبناني والتي يسوق لها المبعوثون الاوروبيون باتت تلحظ فكرة الوصول الى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في اطار التسوية الكبرى.
لكن بالرغم من كل هذه المراوحة التي تسيطر على المشهد العام، الا ان حظوظ المرشحين لا تزال مثل البورصة أقله ضمن النقاشات الاعلامية والسياسية اللبنانية، اذ بدأت التحليلات تتحدث عن ان حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون ترتفع لان المرحلة المقبلة هي مرحلة الجيش وهناك حاجة لشخصية كشخصية عون، في حين ان تحليلات اخرى تعطي فرنجية افضلية بسبب التطورات الاقليمية.
من الواضح أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يتعامل بإرتياح كبير مع التطورات، اذ ان التفاوض الذي سيحصل عاجلاً أم آجلاً للوصول الى تسوية داخلية، بات من المستحيل حصوله، بعد الحرب المشتعلة في المنطقة، الا بين القوى الدولية وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية و”حزب الله” وهذا سيعني أن مرشح الحزب، اي فرنجية، سيكون صاحب الحظ الأكبر في سياق هذا التفاوض.
في الايام الماضية، ومع حضور رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري الى بيروت، كان واضحاً أن الرجل يريد ايصال رسائل سياسية في اكثر من اتجاه ومن بينها استحقاق الرئاسة، ولعل كل الترجيحات توحي بأن الحريري، وان لم يعط اي قرار او توجه حاسم، الا ان المؤشرات والايحاءات أكدت ان هناك ايجابية كبيرة بين الحريري ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وهذا ما قد يؤثر على قرارات عدد من النواب السنّة.
لكن تقدم فرنجية رئاسياً ليس مرتبطا فقط بموقف الحريري، خصوصا أن النواب السنّة المحسوبين عليه كانوا في الاصل الى جانب فرنجية سواء اعلنوا ذلك ام لم يعلنوا، وعليه فإن ضمان الغطاء السنّي لا يحسم معركة رئيس المردة بل يعطيه دفعاً الى الامام، علماً ان موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط لم يحسم بدوره بعد، ما يترك الامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
وحده اصرار “حزب الله” الذي يخوض معركة عسكرية كبرى في الجنوب، على دعم فرنجية هو الذي يحسن حظوظ فرنجية، لانه الوحيد القادر على وضع قضية فوزه بالمعركة الرئاسية على طاولة التفاوض المرتقبة وجعلها احدى الشروط الاساسية لتقديم تنازلات مرتبطة بالاستقرار الحدودي في اطار عملية المقايضة بعد انتهاء حرب غزة..
المصدر: “لبنان 24”