وكثف ماكرون اتصالاته، إذ استقبل في الإليزيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وكذلك قائد الجيش اللبناني جوزف عون. وشارك الأخير أيضاً في اجتماع بباريس مع نظيريه الفرنسي والإيطالي اللذين يُعدّ بلداهما من المساهمين الرئيسيّين في قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
ويؤدّي الجيش دوراً حاسماً في حفظ استقرار لبنان. ويُقيم جوزف عون علاقات جيّدة مع معظم الأحزاب، ويُشار إليه أحياناً على أنه شخصيّة يمكن لها حلّ الأزمة السياسيّة في البلاد، بحسب “فرانس برس”.
كذلك، تحدّث ماكرون هاتفياً مع رئيس مجلس النوّاب اللبناني نبيه برّي الذي يؤدّي هو أيضاً دوراً رئيسياً في المشهد السياسي المأزوم، فهو من يمكنه دعوة النوّاب إلى انتخاب رئيس جديد للدولة، وهو أمر لم يتمكّنوا من فعله منذ أن انتهت في الحادي والثلاثين من أكتوبر 2022 ولاية الرئيس ميشال عون.
وأكّد ماكرون الجمعة لميقاتي خلال استقباله في باريس، “التزام فرنسا بذل كلّ ما في وسعها لتجنّب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل”، حسبما نقل الإليزيه.
وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ماكرون “أكّد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوّات المسلّحة اللبنانيّة”.
وتابعت أن “ماكرون يواصل التحرّك من أجل استقرار لبنان بحيث تتمّ حمايته من الأخطار المتصلة بتصعيد التوترات في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، ذكّر بالالتزام الفرنسي في إطار قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وشدّد على مسؤوليّة الجميع حيالها لتتمكّن من ممارسة مسؤوليّاتها في شكل كامل”.
وأورد البيان أيضاً أنّ “فرنسا ستتحرك في هذا الاتجاه مع جميع من هم مستعدّون للمشاركة في شكل أكبر، خصوصاً شركاءها الأوروبيين، وفق ما توصّل إليه المجلس الأوروبي الطارئ” الذي عقد الأربعاء والخميس في بروكسل.
كذلك، تشاور ماكرون هاتفيا مع برّي، وكرّر دعوته “المسؤولين السياسيّين إلى إيجاد حلّ للأزمة المؤسّساتية التي تضعف لبنان”.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، الجمعة، إنه بحث مع ماكرون الوضع في الجنوب وملف النازحين والاستحقاق الرئاسي.
وأضاف ميقاتي، في بيان نشره مكتبه على منصة “إكس”، عقب الاجتماع مع ماكرون، أن المباحثات التي جرت في قصر الإليزيه تطرّقت بشكل خاص إلى ملف النازحين السوريين.
وتابع: “شرحت للرئيس ماكرون المخاطر المترتبة على لبنان بفعل الأعداد الهائلة للنازحين. وجدّدت المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حلّ هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا خصوصاً”.
وأردف ميقاتي: “تمنيت على الرئيس ماكرون أن يطرح على الاتحاد الأوروبي موضوع الإعلان عن مناطق آمنة في سوريا بما يسهّل عملية إعادة النازحين إلى بلادهم، ودعمهم دوليّاً وأوروبيّاً في سوريا، وليس لبنان”.
وذكر البيان أن الجانب الفرنسي وعد بالمساعدة على حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وبشأن الملف الرئاسي، قال ميقاتي: “جدّدت التأكيد أن مدخل الحل للأزمات في لبنان هو في انتخاب رئيس جديد لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية والبدء بتنفيذ الإصلاحات الضرورية”.